ولدت في عائلة مسيحية تقليدية وكان حضور الكنسية ضروري جداً عندنا . تعلمت الصلاة والإتكال على الله منذ صغري . حيث كان والدي يقرأ للعائلة الكتاب المقدس بعد العشاء ويشرح لنا ما يقرأ حتى نفهم كلمة الله ونعمل بها ، في يوم ما قرأ لنا من الإنجيل في متى 25 :31-34 و41 و 46 المقطع الذي يقول :
"ومتى جاء ابن الانسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده. ويجتمع امامه جميع الشعوب فيميّز بعضهم من بعض كما يميّز الراعي الخراف من الجداء. فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار. ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالمم ثم يقول ايضا للذين عن اليسار اذهبوا عني يا ملاعين الى النار الابدية المعدة لابليس وملائكته. . فيمضي هؤلاء الى عذاب ابدي والابرار الى حياة ابدية ."
من وقتها تولد عندي خوف من الأبدية وكنت أتسائل كيف يمكن ان أكون من الخراف اللذين عن اليمين لكي ادخل السماء سألت الكبار والفاهمين في الدين ولم أحضى بجواب مقنع .
كبرت وكبر معي هذا الخوف ، اسئلة كثيرة تدور في رأسي وليس من يجيبني عليها ، ماذا اعمل ؟ حاولت ان اواضب على الكنيسة لكي اعرف كيف اصلي وكنت اصغي بانتباه حتى حفظت كل شيء تقريباً ، ولكن لم اجد جواباً لسؤالي كيف ارضي الله ؟ كيف استطيع دخول السماء ؟ حتى فشلت من الجميع ، قلت في نفسي الله يعرف بأنني أحبه وأريد أن أعمل رضاه فهو يستطيع أن يريني كيف اكون في علاقة معه.
تركت الكنسية وتركت كل شيء يتعلق بالديانة ، وحاولت ان اعيش حياة القداسة ومخافة الرب بدون مساعدة احد ، الى ان جاء يوم فيه سمعت من احد الأشخاص بأن الله خلّصه من خطاياه وصار متأكد من غفران ذنوبه ، وانه سوف يدخل للسماء بعد الموت ، وكان يقينه قوياً . لقد وجدت جواباً حقيقياً الآن بما سمعت ورأيت لسؤالي الدفين الذي لم يجيبني عليه أحد .
بعد فترة دُعيت الى اجتماع للمؤمنين ولكني لم اذهب لأنه ليس في كنيستي ولا اريد ان اغير كنيستي بل اريد ان اتأكد من غفران خطاياي قبل مواجهة الله . ثم بعد فترة اخرى سمعت البشارة من شخص مؤمن ، ودعاني لكي اقبل المسيح . ورفضت لأن هذا الشخص ليس من كنيستي . ولا اريد ان أُغيَر مذهبي ، لا اريد ان يُقال عني بروتستانت . قال لي احد الاشخاص اقرأي الإنجيل فقط ولا تغيَري كنيستك . اعطاني العهد الجديد . وبدأت قراءته ولم افهم شيء منه . مع علمي بانه كلام الله وان الله يحبني فصليت للرب لكي يفهمني كلامه عازمة ان ابدأ القراءة من يوحنا ، وبعده فتحت فوجدت رسالة يوحنا الأولى الاصحاح الاول والعدد 9 "ان اعترفنا بخطايانا فهو امين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل اثم."
وجدت الرب في هذا العدد ، قرأت المقطع كله عدة مرات ، وكأن الرب يكلمني شخصياً .
شعرت ان الرب قريب مني وامتلأ قلبي بالسلام ، غير انني لم اكن بعد متأكدة بان الرب يسوع وحده هو الذي يخلص ، حيث عاودني الشك إذ لا بد من ان يكون شفاعة للقديسين كما تعلمت في صغري .
حاولت ان انسى انني بحاجة للخلاص . وان ابقى كما انا ولم استطيع لأن خطاياي امامي دائماً. شعرت بعدم راحة وحرب تتأججت في داخلي ، صليت في مساء ذلك اليوم الى الله لكي يريني ويوضح لي طريق الخلاص ان كان بواسطة الرب يسوع فقط او يوجد وسيط آخر معه ، صلاة قصيرة ، ومركّزة . وكان هذا في شهر ايلول سيبتمبر 1970 . في هذه الليلة رأيت الرب يسوع في نومي يقول: تعالوا اليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا اريحكم . متى 11 :28 استيقظت في الصباح وقلبي مملوء بالفرح والسلام . عندها صليت وسلمت حياتي للرب يسوع وقررت ان اثق به وحده لخلاصي .
تغيّر كل شيء فيَّ ، أصبح كل شيء جديد بالنسبة لي وتولد عندي رغبة شديدة لقراءة كلمة الله ومعرفة ارادته ، وكيف يجب ان اعيش الحياة الجديدة . وكانت قرأتي مرفقة بتصميم لكي اطيع ما افهمه من الإنجيل ، وهكذا باركني الرب بالخلاص واليقين وسوف أرى الله وخطاياي مغفورة وسأحيا في سماه مع مخلصي وحبيبي من مات بدلي وقام ليحييني يسوع ربي .