الاستخدام الطويل لصبغة الشعر يسبب السرطان
حذّر العلماء مؤخراً من مغبة استخدام صبغات الشعر التي تستعملها الملايين من النساء بعد اشتباههم بوجود صلة بين بعض المواد الكيميائية،
المستخدمة في صبغات الشعر وبين سرطان المثانة، وطلبوا إجراء بحوث سريعة للكشف عن المخاطر الصحية لصبغات الشعر الدائمة وفي حال ثبوتها فقد تواجه هذه المنتجات حظراً.
وقد برزت مشاكل عندما طلبت المفوضية الاروبية من الشركات المصنعة لصبغات الشعر تزويدها بأدلة تثبت ان جميع المواد الكيميائية الموجودة في منتجاتها قد خضعت للاختبار وثبتت سلامتها.
لكن ملف المعلومات فشل في عدم اثبات وجود صلة بين صبغة الشعر الدائمة وسرطان المثانة، لا بل انه اثبت انه عندما يتم مزج الصبغة بمادة البيروكسايد أثناء وضعها على الشعر فإنها يمكن ان تحدث تلفاً للخلايا.
وقد اصدرت المفوضية الاوروبية الآن تقريرا تعترف فيه بأنها لم تعد تستطيع نصح المستهلكين بان استخدام الصبغات هو أمر خال من الخطر.
وفي قرار غير مسبوق بالنسبة لمستحضر تجميلي أقرت اللجنة العلمية للمستحضرات التجميلية وغير الغذائية بأنها لاترى ان المعلومات التي وفرتها لها الشركات المصنعة للصبغات كافية لتقييم احتمالات خطورة المنتج.
ويؤمن العلماء أن الشركات المصنعة التي تكسب حوالي 600 مليون دولار سنويا فقط من مبيعات صبغات الشعر في بريطانيا لم تجر بحوثاً كافية تدحض وجود صلة بين الصبغة الدائمة وسرطان المثانة.
والمخاوف من وجود مثل هذه الصلة ظلت تتنامى منذ أن ربطت دراسة في العام الماضي الاستخدام طويل المدى للصبغة الداكنة بسرطان المثانة.
والدراسة التي أجراها علماء بمركز نوريس للسرطان التابع لجامعة جنوب كاليفورنيا تابعت 1600 شخص مصاب بسرطان المثانة ووجدت ان الاشخاص الذين استخدموا صبغة الشعر الدائمة على مدى فترة طويلة هم أكثر عرضة بثلاثة أضعاف للاصابة بسرطان المثانة من الاشخاص الذين لم يستعملونها.
ومصففو الشعر ممن يتصلون مباشرة بصبغات الشعر هم اكثر عرضة للمرض بخمسة أضعاف.
ويؤمن الباحثون ان نوعاً من المواد الكيميائية في بعض هذه الصبغات يمكن ان يتسرب داخل فروة الرأس أو اليدين ويصل الى مجرى الدم ومن ثم يجد طريقه الى المثانة.
ويعترف أكثر من نصف النساء في بريطانيا باستعمال صبغات الشعر ومنذ 18 شهراً فتحت المفوضية الاوروبية تحقيقا في صبغات الشعر بعدما اشتكى اخصائيو الجلد من تزايد اعداد الاشخاص الذين يعانون من اعراض حساسية حادة وطالبوا المصنعين بالكشف عن المواد المستخدمة في منتجاتهم. ونوع الاختبارات التي خضعت لها هذه المواد للتحقق من سلامتها.
وبالرغم من انه يعتقد أن بعض صبغات الشعر كالبيروكسايد اكثر اماناً الى حد بسيط الا ان المفوضية اصبحت اكثر قلقاً بشأن التأثيرات طويلة الامد لمادتي بي ـ فينيلينيد يايمن أو البي بي دي المستخدمتين في صبغات الشعر الداكنة.
الدكتور ايان وايت رئيس اللجنة العالمية للمنتجات التجميلية واستشاري امراض الجلد بمستشفى سانت توماس ذكر ان نقص المعلومات عن مدى سلامة صبغات الشعر هو أمر مروع فالشركات لم توفر معلومات كافية تؤكد سلامة صبغة الشعر ومع ذلك فمبيعاتها مستمرة.
وصبغات الشعر الداكنة التي تدخل فيها مادة البي بي دي تباع في الاسواق منذ أكثر من اربعين عاما. ومخاطر الاصابة بالسرطان ترتبط بالدرجة الأولى باستخدامها على المدى الطويل.
ساره هايوم التابعة لمركز البحوث في السرطان في المملكة المتحدة تقول ان بعض الدراسات تشير الى ان الاستخدام طويل المدى لصبغة الشعر يمكن ان يزيد من فرص الاصابة بسرطان المثانة خصوصا لدى المدخنين.
واذا كنت قلقة من هذا الأمر وترغبين بالاقلال عن استعمالك لصبغة الشعر فضعي في اعتبارك ان الاستخدام قصير المدى لها لايشكل اي خطر كما اثبتت الدراسات.
وتشير جمعية مستحضرات التجميل والعطور والحمام الى ان 60 مادة كيميائية مستخدمة في الصبغات خضعت لعدة اختبارات سلامة في السابق.
__________________