محمد فودة يكتب:محمد بن سحيم رجل المواقف المحترمة
بقلم :: محمد فودة
تحالف (مصرى قطرى) لانتاج"حديد المصريين"
إذا أردت ان تعرف أين يكون "رأس المال" فعليك أن تبحث عن الاستقرار .. فرأس المال دائما يسكن أينما كان الامن والأمان والاستقرار .. فتراه يبتعد عن مواطن القلق والتوتر مهما كانت المغريات ومهما تكاتفت الجهود من أجل "زغللة" عين المستثمر هذا أو ذاك .
ما ذكرته فى بداية هذا المقال أشبه بالمسلمات والحقائق التى لا تغيب عن أحد ولكن ـ والحق يقال ـ فإن هذه الصورة تغيرت تماماً فى ذهنى وأصبحت بلا معنى بعد ان التقيت برجل الأعمال القطرى الشيخ محمد بن سحيم فى القاهرة حينما حل ضيفاً عزيزا على رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة الذى شرع فى إنشاء مشروع إنتاج حديد المصريين فهو رئيس مجلس إدارة شركة "استات" القابضة أحد شركاء شركة iic المالكة للمصنع الجديد وهو يعد أول مجمع صناعى لإنتاج الحديد فى المنطقة الصناعية بمحافظة المنيا فى صعيد مصر، برأسمال مليار و200 مليون جنيه مصرى حيث يستهدف المصنع إنتاج 1.5 مليون طن بعد استكمال مراحله الثلاث بطاقة إنتاجية سنوية نصف مليون طن .
حينما قرر الشيخ محمد بن سحيم أن يستثمر أمواله فى مصر بعد ثورة يناير شعرت أننى أمام شخص مغامر لا يعرف الخوف ولا يدع القلق يتسرب الى داخله فقد استطاع بالفعل أن يعمل عكس الفكرة السيئة عن خوف رجال الأعمال من الدفع بأموالهم فى أى مكان غير آمن وغير مستقر ، فكيف يضخ أمواله فى بلد ما زال يعيش حالة مخاض سياسى.
ولكن الشيخ محمد بن سحيم بكلمات بسيطة وبعفويه نابعة من القلب دون أى تصنع قال لى انه حينما فكر فى الاستثمار داخل مصر فى مجال صناعة الحديد فإنه لم يتردد لحظة لإيمانه الشديد بأن مصر كانت وما تزال وستظل قبلة العرب فى الأمن وفى الريادة وأنه واجب على كل عربى أن يقف إلى جوار شعب مصر فى هذه الظروف الصعبة.
لم يكن مفاجأة لى ما قاله الشيخ محمد بن سحيم عن حبه لمصر وحرصه على الاستثمار بها فمن يعرف الرجل يعى جيدا من هو بن سحيم العاشق لمصر وكأنه واحد ابنائها فضلاً عن كونه يعمل بعقلية رجل الأعمال المغامر الذى يضع المصلحة العامة فى صدارة اولوياته منتهجاً سياسة مغايرة لمبادئ "البيزنس" التى لا تعرف العواطف او النواحى الإنسانية .. فنراه يحرص كل الحرص على تحقيق مبادئ الرأسمالية الاجتماعية التى رفع شعارها رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة فى هذا المشروع.
لقد عشت مع ابو هشيمه مراحل مشروع "حديد المصريين" منذ كان مجرد فكره أعتبرها البعض من ضرب الخيال فكيف كان يجرؤ احداً على انتاج الحديد وقت كان الحديد وصناعته حكراً على شخص واحد يحظى بكل الرعاية والدعم من نظام مبارك الذى رحل بلا رجعة ، وشعرت كم كان بن سحيم كريماً الى أبعد مدى وهو يأخذ بزمام المبادرة ويكرس كل إمكانات شركة iic وقدرتها المالية لتحقيق شراكة اقتصادية تستهدف انجاز المشروع فى اقل من 17 شهرا على اقصى تقدير .
ولن أكون مبالغا إن قلت أن مبادرة الشيخ محمد بن سحيم ليست غريبة عليه فهى وإن صح التعبير تمثل جزءاً من سيمفونية رائعة فى حب مصر عزفتها القيادة السياسية القطرية الشقيقة تبلورت بشكل عملى فى الزيارة التاريخية التى قام بها سمو أمير قطر الى مصر عقب قيام الثورة فقد كان سموه أول حاكم عربى يلتقى بالمشير ليؤكد على دعم دولة قطر الشقيقة حكومة وشعباً للثورة المصرية العظيمة .
إن أهمية مشروع " حديد المصريين " تكمن فى عدة جوانب متشابكة تنصهر جميعها فى بوتقة الصالح العام ، فالمشروع سيقام على مساحة 500 ألف متر مربع ومن المقرر أن يوفر نحو 6 آلاف فرصة عمل لأبناء منطقة الصعيد سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة .فضلاً عن إنشاء مركزين لتدريب العاملين فى قطاع الحديد على أحدث الطرق التكنولوجية ، أحدها فى المنيا والثانى فى قنا لتدريب العاملين فى صناعة الحديد سواء الذين يعملون فى مجمع حديد المصريين بالمنيا أو العاملين فى المصانع الأخرى مجاناً وبدون أى مقابل مالى وهو دور اجتماعى وتنموى تضعه الشركة كهدف استراتيجى لها فى هذا المجال.
تحية تقدير واحترام أبعث بها الى الشيخ محمد بن سحيم ليس كونه رجل اعمل كبير يشارك بالكثير والكثير فى مشروعات استثمارية عملاقة تسهم بشكل كبير فى النهوض باقتصادنا القومى الذى يمر بمرحلة حرجة منذ اندلاع ثورة 25 يناير ، وإنما أبعث بتلك التحية الى محمد بن سحيم الإنسان الذى يحمل بين ضلوعه قلباً ينبض بحب الخير للجميع .