محمد فوده يكتب: نصير الأسدي ونظرة مرتقبة من العاهل الأردنى ومحافظ البنك المركزى الأردنى
بقلم ـ محمـد فـودة
لماذا يصر البعض على رؤية اللون الأسود فقط بينما أمامهم كل الأطياف و الألوان المبهجة في حياتنا.. فنراهم يشيعون من حولنا حالة من السواد والروية الضبابية ؟
تبادر هذا الي ذهني وأنا أتابع ردود الأفعال التي تلقيتها عقب نشر عدة مقالات عن مشكلة رجل الأعمال الشريف نصير الاسدى الذي يتعرض الآن لحملة شرسة تستهدف النيل من شخصه والتقليل من حجم استثماراته في الأردن لحساب عصابة الثلاثة التي يتزعمها "الرجل الذي غلب الشيطان".
والشئ الذي أحزنني وأصابني بحالة من القرف الشديد أن من يقومون بهذه الحملة ضد الاسدي لم يستندوا في هجومهم علي الرجل الي أية أسباب حقيقية يمكن ان تعطيهم المبرر في هذا الهجوم العنيف ، فهم أشخاص لا هم لهم سوي أن يبتعد الاسدي عن سوق تداول الأوراق المالية في الأردن وهو السوق الذي كان له فيه صولات وجولات يشهد له بها الجميع ، والبيانات الصادرة عن حركة التداول في بوصة عمان خلال السنوات الخمس الماضية تترجم ذلك بما لا يدع مجالا للشك .. ولكن لأن الحقد والكراهية هما آفة البشر فقد عميت أبصار هؤلاء الحاقدين قبل أن تعمي بصائرهم فلم يروا سوي النصف الفارغ من الكوب علي الرغم من أن الكوب ممتلئ بالأشياء الجميلة واعني هنا الانجازات الضخمة التي حققها نصير الأسدي في السوق الأردني
واللافت للنظر أن هناك شركات كثيرة رءوس اموالها لم تتجاوز 10 ملايين دينار فجأة وبقدرة قادر اصبحت رءوس اموالها مئات الملايين بعد ان تم رفع تلك رءوس الأموال من نقود المواطنين الأردنيين ومن اموال المستثمرين غير الأردنيين وحققت تلك الشركات مبالغ طائلة من جراء القروض الكبيرة التى حصلوا عليها من بنوك أردنية معينة دون أية ضمانات حقيقية.
والمتابع للسوق الأردنى يلمس بشكل لا يدع مجالا للشك أن هذه المبالغ تبخرت فى غفلة من القانون وتحولت معظم تلك الشركات الى كيانات اقتصادية متعثرة ومثقلة بالديون التى تصل الى مئات الملايين وهو على رأى المثل القديم " يزيد الطينة بلة" فى ظل تدهور ملحوظ فى سوق الأوراق المالية الأردنى.
لذا فإننى أرى ضرورة تكاتف الجميع من أجل اعادة هيكلة الشركات المتعثرة لتتمكن من اعادة تأهيلها وتشغيلها مجددا لتمارس دورها الحقيقى والإيجابى فى السوق الاردنى بدلا من أن تتحول الى شبح يعوق نمو الاقتصاد فى المملكة .. كما ان هذا الإجراء الإيجابى من الممكن أن يسهم بشكل كبير فى تزايد قدرتها على تسوية ديونها للبنوك.
وفى هذا الصدد اتساءل .لماذا كل هذه الضجة المثارة حول رجل الأعمال نصير الأسدى على الرغم من أنه يمتلك من الأصول الثابته والعقارات والمؤسسات والكيانات الإقتصادية ما يجعله قادر على تسوية كافة مشكلاته المالية ؟ فى حين أننا نجد أن الغالبية العظمى من الشركات المتعثرة ـ وما أكثرها ـ ليس لديها أرصدة كافية أو أصول ثابقة تدعم قدرتها على التفاوض.
والحق يقال أنني لم أتعجب من أمر العصابة التى تقود حملة التشهير بنصير لأنهم أشخاص اسودت قلوبهم فلا عجب أن تخرج منهم تلك الأعمال الشيطانية ، ولكن العجب كل العجب من ذلك الموقف غير المبرر من عدة شخصيات مهمة تعي جيدا أن نصير الأسدى مظلوما ومجنيا عليه وليس كما تصوره بعض المواقع الالكترونية بأنه شخص متهم وأن الديون تحاصره والقضايا تلاحقه .. إنني أتعجب من هذا الصمت الرهيب من الحكومة الأردنية وعدم فتحها لفتح ملف الاسدي للمناقشة وبحث ما يثار حوله.
واعتقد أن هذا أمر ليس بالصعب ولا مستحيل فالرجل له في الأردن من المشروعات والكيانات الاقتصادية الكبري ما يجعله قادر علي تسوية أية ديون هذا إن كانت عليه ديون بالفعل .. ولكن أن تترك الحكومة الأردنية الحبل علي الغارب وتدع هؤلاء المغرضون يخوضون في سيرة الرجل دون أي سند قانون وان يتحول الموضوع من قضية تخص اقتصاد بلد الي قضية تصفية حسابات خاصة وان تلك العصابة التي تقود حملة تشويه سمعة الاسدي في الاردن معروفة للجميع وسوف اكشف عن أسمائهم في الوقت المناسب لأنني لن أتوقف عن الكتابة في هذا الموضوع فأنا مقتنع تماما بأن الرجل لم يرتكب أية أخطاء مهنية طوال فترة عمله بداخل سوق الأوراق المالية بالأردن .. فضلاً عن ذلك فإن تلك الشوشرة تهدف فى المقام الأول الى تعطيل مسيرة الرجل وإضعاف حجم تواجده فى السوق سواء فى الاردن او حتى فى العراق.
والحق يقال فان كانت لنصير الأسدي جريمة قد ارتكبها بالفعل فهي تتمثل في ارتكابه لجريمة من نوع خاص وهي جريمة الحب ، نعم الحب ، فجريمة نصير الاسدي هي حبه لبلده الثاني الأردن ، فقد عشق الأردن واعتبرها في نفس مكانة مسقط رأسه " العراق" فى عقله وقلبه على حد سواء .. فهل أصبحنا نعيش زمنا تحول الحب فيه جريمة يعاقب عليها القانون؟
قلتها من قبل وأكررها الآن وسأظل أكررها.. أن نصير الأسدي قدم الكثير والكثير من أجل الاقتصاد الأردني وذلك بشهادة عدد كبير من المستثمرين الشرفاء الذين التقيت بهم من قبل في بلدي الثاني الأردن كما كانت له أياد بيضاء علي بورصة عمان عقب الأزمة المالية العالمية التي عصفت باقتصاديات الكثير من بلدان العالم ، وما زلت أري أن نصير الأسدي ليس في حاجة الي أية استثناءات أو أشياء فوق القانون ولكنه فقط في حاجة الى من ينظر الي مشكلته بشكل موضوعي والي قوة رسمية تقف في وجه قوي الشر التي تكاتفت من اجل إبعاد الرجل عن المملكة ،،واعتقد أن العاهل الأردنى الملك عبد الله هو الشخص الوحيد الذى يمكنه فض هذا الاشتباك الدائر بين عدة جهات تصب جميعها فى هدف واحد وهو التخلص من نصير الأسدى
وفي نفس الوقت أتساءل : أين المؤسسات المالية الكبري في الأردن والتي تعي جيدا قوة الأسدي الاقتصادية وحجم أصول شركاته الكفيلة بتقديم الغطاء المالي لأية حلول أو تسويات .. فلماذا لم يتلقي نصير الأسدي دعوة من محافظ البنك المركزي الأردنى معالى الشريف فارس شرف المشهود له بالأخلاق الحميدة ، لزيارة الأردن والجلوس علي طاولة المناقشات وطرح حلول موضوعية تستند الي الواقع بدلا من ترك المشكلة تتفاقم وتزداد تعقيدا عبر صفحات الجرائد والمواقع الالكترونية من نوعية الصحافة الصفراء التي تملأ العالم الأفتراضي.
إننا أمام مشكلة قد تبدو فردية ولكنها في حقيقة الأمر هي مشكلة غاية في الخطورة وهي استغلال الإعلام في بث السموم وإلباس الباطل ثياب الحق ليبدو أمام الرأي العام أمرا يجب التعاطف معه لنفاجأ في النهاية أننا متعاطفون مع عصابة تردد الأكاذيب عن شخص لا يجيد تلك الألاعيب القذرة ولا يعرف كيف يسير في الطرق الملتوية التي تعرف دروبها جيدا عصابة الثلاثة وكبيرهم الرجل الذي غلب الشيطان .
وأخيرا أما آن لنا أن ننظر إلي النصف الممتلئ من الكوب فربما تكن هذه بداية للتصالح مع النفس ، فما أحوجنا لأن نتصالح مع أنفسنا وسط هذا الكم الهائل من الزيف والتضليل الذي يحيطنا من كل صوب وحدب.
نقلا عن جريده نت
http://www.garedh.net/sys.asp?browser=view_article&ID=17679