محمد فوده يكتب من عمان:
نصير الأسدى .. الموت أو الانتصار
24 ساعة قضيتها فى بلدى الثانى الاردن ، كانت كافية للإجابة على الكثير من التساؤلات التى كانت تجول بخاطرى حول مشكلة رجل الاعمال "النظيف" نصير الأسدى داخل الأراضى الأردنية .. فالرجل وإن كانت تربطنى به علاقة صداقة ترجع الى عدة سنوات مضت إلا أننى وبعد عدة مقالات كتبتها عن مشكلته كنت اتساءل :هل الحكومة الأردنية لديها علم بما يجرى وهل هناك بصيص أمل فى إيجاد حل لتلك المشكلة ولمصلحة من البطء الشديد فى التعامل مع هذا الوضع غير السوى.
أن ما عرفته عن نصير الأسدى فى هذه الزيارة ولمسته بنفسى داخل بورصة عمان يفوق بكثير ما كنت أعرفه عنه .. فحينما ذكرت اسم نصير الأسدى فى بورصة عمان فوجئت بسيل من الأوصاف الجميلة تنهال من هنا وهناك تصب جميعها فى جملة واحدة وهى "صاحب القلب الميت" فالرجل كما قال لى عدد كبير من المستثمرين الكبار والصغار على حد سواء ، هو فى حقيقة الأمر حاسم وحازم فى قراراته التى تتسم بالمغامرة والاقدام دون خوف أو تردد طالما تعلق الأمر بالبورصة وحركة سوق المال .. فضلا عن ذلك فإن نصر الأسدى شديد الولع بالأرقام والبورصة لدرجة أنك حينما تتحدث معه تشعر أنك أمام شخصية "رقمية" تعى جيداً قيمة الحسابات والتعامل مع الأرقام وهذا فى تقديرى أحد أهم أسرار نجاحه.
لم تكن زيارتى لبلدى الثانى الأردن الأولى فقد سبق لى زيارات عديدة من قبل ولكنها المرة الأولى التى ادخل فيها بورصة عمان فقضيت بها حوالى 4 ساعات كانت كافية لأن أتعرف عن قرب على الوجه الآخر لرجل الأعمال نصير الأسدى ، ففى هذا المكان أجمع الكل سواء كانوا وسطاء أو مستثمرين على أن الأسدى كان وما يزال يبث فيهم روح العزيمة والإصرار على مواصلة العمل ويعمل على رفع أرواحهم المعنوية فضلا عن ذلك فإن أسهم شركات نصير الأسدى وعلى وجه الخصوص شركة التجمعات للأغذية والإسكان تدفع المستثمرين الى الشراء دون تردد على الرغم من أنه يدير أعماله فى الأردن عبر الهاتف بعد المؤامرة التى حيكت ضده بهدف إبعاده عن السوق الأردنى ، فكيف بالله عليكم سيكون الحال إذا عاد الى الاردن ومارس عمله بشكل طبيعى ؟
لقد قال لى أحد المستثمرين المخلصين للاقتصاد الاردنى أن غياب نصير الأسدى تسبب فى هبوط حاد للبورصة الأردنية .. وشاهدت بنفسى عبر الشاشة الرئيسية داخل مبنى البورصة أن حجم اعمال نصير يمثل 60% من قيمة تداول السوق وهذا ليس غريبا عليه لأن 90% من شركات الوساطة تعتمد فى عملها اليومى على أسهم شركات نصير الأسدى.
كنت أعرف من قبل بعض خيوط المؤامرة التى استهدفت تشويه صورة نصير الأسدى فى سوق المال الاردنى من أجل ابعاده عن الاردن بالكامل ولكن ما قاله لى بعض المسئولين عن أن نصير لا تشوبه أى شائبة وأنهم يلمسون جيداً دوره فى دعم سوق الأوراق المالية بالأردن ومعرفتهم التامة بحجم أعماله وتعاملاته فى البورصة جعلنى أشعر بقرب انفراج الأزمة ودفعنى فى نفس الوقت الى أن أناشد الحكومة الأردنية النظيفة بالمزيد من الدعم والرعاية لنصير الأسدى وأن يحظى بالمكرمة الملكية من العاهل الأردنى الملك عبد الله والتوجيه بجمع كافة أطراف المشكله وإيجاد حل يمهد الطريق أمام نصير الأسدى ليعود الى وطنه الثانى الأردن ويلم شمل أسرته التى يعيش جزء منها فى الأردن بينما يعيش الجزء الآخر فى العراق.
ما سمعته خلال زيارتى للأردن نصير الأسدى زاد من اصرارى على مواصلة الكتابة عنه لكشف المؤامرة الدنيئة التى تعرض لها بفعل فاعل .. ولن أتوانى للحظات عن مواصلة كشف خيوط تلك المؤامرة وفضح المتورطين فى هذا الفعل المشين وعلى وجه الخصوص الأشخاص الذين كان لنصير الأسدى أياد بيضاء عليهم والذين ينطبق عليهم القول "اتق شر من أحسنت اليه" وفى مقدمتهم "الرجل الذى غلب الشيطان".. القائمة تضم أسماء كثيرة تحالفت واجتمعت على الشر فى ليلة سوداء لا تقل سواداً عن قلوبهم التى امتلأت بالحقد والكراهية ودفعتهم الى حبك المؤامرة ضد رجل شريف كل ذنبه أنه وثق فى أشخاص ليسوا أهل للثقة فدفع ثمن ذلك غاليا ً وأصبح هكذا يدير أعماله بالهاتف من خارج الأردن منتظراً إما الموت أو الانتصار الذى لن يتحقق إلا بتدخل الحكومة بتوفير مناخ آمن له ودعم ورعاية من العاهل الأردنى الملك عبد الله حتى يعاود العمل بهمة ونشاط دون خوف او تردد.
وهنا أوجه نداء الى الصحفيين والإعلاميين الشرفاء فى الاردن بضرورة مساندة الرجل وكشف الأساليب الملتوية التى تظهر من حين لآخر عبر وسائل الإعلام بقصد الإساءة للرجل الذى امتلأ جسده بطعنات معنوية اشد قسوة وفتكا من طعناك السيوف والخناجر بل وأعتى الأسلحة الفتاكة .
لن اكون مبالغا إن قلت ان نصير الإنسان لا يختلف كثير عن نصير رجل الأعمال فالرجل يمارس عمله وفق نهج انسانى ودوافع نبيلة تسمو بالنفس فوق كل الصغائر مهما كانت تبعات تلك الصغائر فهو رجل يؤمن بالعفو عند المقدره فنراه عبر مشوار طويل فى عالم البزنس يصفح ويسامح من كان لهم دور فى الإساءة اليه مقتنعاً تمام الاقتناع بأنه لا احد يستطيع ان يطفئ نور الشمس حينما تسطع فتملأ الكون نوراً وخيراً وجمالاً.
ــــــــــــــــــــــــ
نقلا عن : اليوم السابع